arablog.org

دموع غير قابلة للتفسير !

1-tears-catherin-moon

شعرتُ بالغيرة عندما كانت صديقتي العزيزة تبكي في المقعد المجاور في السينما و نحن في حضرة فيلم المآسي ” ذا إيمبوسيبل ” ، نتشارك كثيراً أنا و رنا في أي شيء يتعلق بالخروج من البيت ، عندما أريد الخروج اتصل برنا ، و عندما تريد هي تتصل بي ، لكننا لم نتشارك في مسألة البكاء هذه يومًا ،

لم استطع البكاء حقًا ، كان الفيلم دراميًا و مأساويًا لدرجة أني كنت اسمع أحداهن تنتحب في المقعد الخلفي ، و أنا مشغولة بالكامل في توقُّع ما سيحدث لقدم بطلة الفيلم إن تغير لونها أو تأخرتْ في أخد جرعة المضاد الحيوي اللازمة ،كان الانهماك قد بلغ ذروته معي في انتقاء حبات الفشار الخالية من الملح ،و بدا مسليًا أكثر من الفيلم أمر التلصّص على الدموع المنهمرة هنا و هناك ،

بكل دعة البارحة قررتُ أني سأبكي مهما كلفني الأمر ، تفرجتُ على الفيلم الأخير لشاروك خان ، تقدمتُ بأقل التوقعات و بجمجمة منهكة بالكامل و استعدادٍ كاملٍ للتعاطف و بمخزون كبير من الدموع الكاسدة ،
كبر خان و لم يعد وسيمًا كالسابق ، أو ربما أني فقدت إحساس المراهقة الذي كان يجذبني إليه هو و روبيرتو كارلوس نجم البرازيل المعتزل ، شاروك خان أفطس و روبيرتو كارلوس أصلع و قصير و مع ذلك كنت معجبة بهما لخللٍ ما ،

ليس جيدًا أن نتعمق كثيرًا في تفسير المباهج ، و لا حتى المآسي ، هذا ما تعلمته مؤخرًا ، أقصد البارحة عندما تابعتُ لثلاث ساعات الفيلم و تقبلتُ بكل رحابة صدر إشكالات المنطق و الواقعية في الأفلام الهندية ، بكيتُ خلالهما ،في الغالب لأجل استجلاب ذلك النوع من البكاء اللذيذ ، ذلك الذي تخلّفه خيالات التعاطف ،

تبكي النساء كثيرًا لأنهن يجدن متعة مجردة و منفصلة عن الحزن في مسألة البكاء ، لمذاق الدموع لذة و غواية تجذب النساء إليها دومًا ، “ننعبش ” عن دواعي البكاء لنبكي ، نختلق الأعذار لنبدو بوجوه مبللة و ضعيفة ، نتحاشى انتباه الأكمام و المناديل لنا ، و ننتظر من رياح المواساة و الدلال أن تمر من جهة مرغوبة ، لتجفيف دموع غير قابلة للتفسير !

3 Comments

  1. rajayahyaoui

    test

    Reply
    1. عبدالحليم الصلاحيعبدالحليم الصلاحي

      يعوزنا المنطق عندما نحاول جلبه في غمرة الفيض العاطفي ، وتجدب العاطفة ومنها الحزن عندما نطلبها في لحظات فيضان المنطق ، هي اشياء تنمو كما تريد وليس كما نريد

      Reply
  2. abedabed

    رائع

    Reply

اترك رداً على abed إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *