arablog.org

طبيب شجاع يقطع رأس طفل !

أرجوكم ، اقرأوا السطور أدناه بحذر ، أكيدة أن مشاعر مختلفة ستنتابكم ، صادمة و عنيفة ، لكني متأكدة أن هناك عبرة – كما أراها أنا – قد ، و أقول قد ، تعيننا على تجاوز هذا الموت المجنون ، نحو أكبر قدرٍ من تقديس الحياة ،

قدمتْ سيدةٌ في حالة وضع إلى استقبال مستشفى الولادة، حيث كان في استقبالها أحد الأطباء الأكفّاء ، لم يكن لديها صور تلفزيونية قديمة من متابعات الحمل ، الصور الأقدم من الحمل هي الأدق دائماً، كما يعرف اطباء النساء و التوليد ،
بالسونار؛ كانت حاملاً بتوأم ، قلبان ينبضان، رأسان، احدهما للأسفل ، جاهزٌ تماماً للانطلاق ، و الآخر رأسه نحو الأعلى؛ سيتوجب عليهم شده ليخرج ، ستكون الولادة الطبيعية ممكنة ، كان هذا رأي الأطباء ،

أسرَعوا بها الى غرفة الولادة و بعد خروج رأس الأول من عنق الرحم لاحظ الطبيب الموّلِد وجود مقاومة تمنع انزلاق باقي الجسد ، بخبرة و ذكاء اكتشف أنه أمام كارثة ، شيء لم يكن يتوقعه ، و لم يدر بخلده للحظة

كانا توأمين متلاصقين!

الولادة عملية تتم بخط واحد ، لا يمكن عكس اي مرحلة منها ، خروج أي جزء من جسد الطفل لا يمكن إرجاعه في أي حركة عكسية ، الرأس الذي خرج لم يمكن إرجاعه ، كانت هذه المعضلة في حالتنا أعلاه ، كانت الأم بولديها أمام موت محتم ، مالم يتصرف هذا الطبيب لانقاذ مايمكن انقاذه ،

أخذ الموافقة من الأهل ، و قام بفتح الأم بعملية قيصرية ، قام بإخراج الجسدين الملتصقين و لكن بعد أن اتخذ قرارًاً صعبًاً و قاسيًاً ،
قطع رأس الطفل الذي خرج أولاً ،
نعم قطعه !

تمكن الأطباء من فصلهما ، حيث ذهب أحدهما إلى مثواه ، لم يكن ذنبًاً هذا الذي جعله يكون الأول ، لم يكن عدلاً هذا الذي جعله ينهي الحياة التي ابتدأها جسورًاً و متعجلاً ، لم يكن خيارًاً هذا الذي جعل منه ضحية بدون قرار ، لكنها الحياة و مفاضلاتها ، و طريقتها الصادمة في إرسال العبر و الدروس ،

تقول لنا : ” لا تختاروا الموت مالم يختاركم هو ” ، ” قدِّسوا الدقائق التي تتنفسون فيها بحرية ، برؤوس حرة ، و أجساد صحيحة او حتى منقوصة ، كل دقيقة في مواجهتي تستحق الشكر ” .

هذا الطبيب الذي لم يكن يتخيل يوماً انه سيتخذ قرار الموت لأحدٍ و هو المصطفى لإنقاذ الحيوات ، لم يكن يعلم هو أيضًاً انه سيتحتم عليه اختيار ابشع الطرق لانهاء حياة أحدهم ، و أصعب الطرق لإحياء اثنين غيره ،
الطب الذي يقبع بجبروته و حكمته خارج الكتب و المجلدات هو الأصعب !

هذا ما تعلمته ، الشجاعة هي أن اندفع بكل قوتي نحو الحياة ، الشجاعة هي أن أغزل كل الممكنات حبلاً يقودني اليها ، الشجاعة أن اتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، قرار العيش و الإعاشة ، الشجاعة و إن كان ظاهرها البشاعة أحياناً ، إلاّ إنها الفكرة المقدسة عن الرحمة ، عن الحياة ، و الحياة فقط .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *