arablog.org

وبال القات على اليمنيين!

sana & uncle

شعرت بالخجل قبل أيام وأنا أشرح لأصدقائي المصريين عن ماهية القات، أردت أن يبدو الأمر أقل بؤسًا من فكرة أننا شعب يأكل ورق الشجر لغرض شراء نشوة كاذبة تدوم لساعات ثم تختفي، الأمر أننا نفقدالكثير دفعًا نحو هذا العدم، الفراغ الذي نسترخص لأجله تبديد الوقت والمال والصحة.

في الصورة أنا وخالي أثناء زيارته العلاجية الثالثة للقاهرة، خالي يعاني من قصور في عضلة القلب، قلبه ابتدأ في الوهن وهو لا يزال في عقده الثالث وفي قمة شبابه، لا أسباب واضحة لهذا القصور.. الأمر لا يسري في العائلة، لا يعاني من تصلب شرايين، لا ارتفاع في ضغط الدم، لا داء السكري، لا شيء، إلاّ أمر واحد ظل يشير إليه بالإتهام كل أطباء القلب الذين زرناهم؛ القات*!

كاد يحلف لنا استشاري أمراض القلب أن القات هو السبب لهذا وأن عدد المرضى الذين يأتون اليه من اليمن يعانون من حالة مشابهة لا حصر له و لا عد، لدرجة انهم قاموا بأبحاث مطولة مع أطباء يمنيين ليتبين أن القات يحتوي موادًا سامة تهاجم خلايا القلب والكبد على نحو خاص، مسببة ما يتعارف عليه بـ “toxic myocarditis” ” toxic hepatitis” في الحالة الأولى يتحول الأمر الى ارتخاء في عضلة القلب ومن ثم فشله وفي الثانية تليف في خلايا الكبد وفشل في وظائفه.

هامش: معظم الأطباء والعلماء اليمنيين الذين ينشرون أبحاثًا تخص القات وتلقي باللائمة على الحكومة بحيتانها المسترزقين من تجارة القات، معظمهم ملاحقون أمنيًا وتبقى أبحاثهم حبيسة الأدراج.

تطلب الأمر من خالي اربعة سنوات ليتحقق ويقتنع بهذه الحقيقة، وعدني في يوم سفره أنه لن يخزن مجددًا، لم أصدقه بصراحة؛ إلى أن هاتفني قبل أيام وهو بكل سعادته وحيويته، قال انه منذ شهرين لم يذق القات ويشعر بأنه في أحسن حالاته، لم تُكذّب فحوصاته الأخيرة هذا الأمر.

برافو خالو .. عقبى لـ ١٤ مليون مخزّن يمني!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* القات نبتة تزرع في اليمن والقرن الأفريقي، يقوم الناس بتعاطي أوراق هذه النبتة في اليمن لساعات طويلة من اليوم قد تمتد إلى 10 ساعات في مجالس خاصة تسمى “المقايل”، بينما تسمى هذه العادة ” التخزين “، عدا عن كون هذه العادة مهلكة للوقت و المال فهي الوبال بعينة على حياة اليمنيين العامة و الخاصة،إذ أدت زراعة نبات القات إلى تعقيد مشاكل المياه في اليمن، يغطي القات 38 في المئة من مناطق اليمن المروية، تُقتلع في بعض المناطق المحاصيل الغذائية وتُستبدل بالقات. ومنذ العام 1970، زادت كميات المياه المستخدمة في الري 15 مرة، بينما تقلّصت الزراعة البعلية (التي تعتمد على المطر) بنحو 30 في المئة. وبسبب النقص في المياه، لا يصمد أكثر من نصف الاستثمارات في المناطق الريفية أكثر من خمس سنوات.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *