arablog.org

صدام عربي في سينما في القاهرة !

سينما

حدث هذا الموقف بينما كنا في السينما نتفرج على التحفة الفنية التي وصلت للقاهرة أخيرًا ” the judge ” لـ ديفيد بوكين، كان الفيلم من نوعية السهل الممتنع، بالقليل من الحوار والقليل من التفاصيل، وبدون زحمة أحداث تجد نفسك تختلج في أصعب أنواع المشاعر وأعمق أبعاد المشهد الدرامي، لستُ هنا في صدد نقد الفيلم بل في الإشارة إلى حالة السكون والهدوء التي تتطلّبها مشاهدة هذه النوعية من الأفلام، تلك التي لم تتلاءم و وجود عائلة سعودية بأطفالها هضبت أحاديثهم و تعالت أصواتهم حتى ضجت بلا داعٍ في القاعة الخرساء .

بعد دقائق من صبر الموجودين؛ انطلقت صفارة الإنذار من حنجرة سيدة مصرية راحت ترفع من سقف ردة الفعل التي استدعاها الموقف وتدفع بغرور الأنا المصرية للواجهة، فبدل أن توجه لهم ملاحظة بناءة تفيد الوضع العام؛ نقلت الموقف نحو صدامية نابية مبالغة، أخذت تنعت القوم بالتخلف، و بارحت مقعدها تبحث عن الأمن ليخرجهم من القاعة وختمت وصلتها بتهديد ضيوف بلدها ” هوريكم إن كان ما نزفّركم م البلد عشان تعرفوا إنتوا مين ” ..

تعامل السعوديون مع الموقف بـ” استهبال” واضح زاد من توتره ليصدح شخص آخر بالسباب، و يردون هم تلويحًا بالشيء الذي يشعرهم بالحظوة على غيرهم من الجنسيات، قال أحدهم : ” أنا هنا بفلوسي .. لو بغيت اشتريك بالسينما حقتك اشتريتك بفلوسي ” .

كنت انتظر بفارغ الصبر وصول الأمن للقاعة، لا ليفض الجدل العربي العربي البائس، ولكن لأرى كيف سيتعامل مع هذا المأزق الأخلاقي المادي ، هل ينتصر لصاحب المال على صاحب الأرض، هل ينتصر للغرور والشوفينية على نوازع الكرم ؟

جاء الأمن إلى أول القاعة ثم غادرها بعد أن حل الإشكال على طريقة فيصل القاسم، أعني بـ “يا جماعة يا جماعة “..
في كل الأحوال لم يكن لأحد أن ينتصر في حالة مماثلة، انتصار الأخ على الأخ هزيمة في كل الأحوال، حتى و إن كسب أحدهما الموقف خسر المبدأ .

هدأ الموقف و عدتُ مع صديقتي رنا لمتابعة الفيلم، في تلك اللحظة التي كان “دوايت ديكمان” محامي الإدعاء يحدث “هانك بالمر” محامي الدفاع في قضية والده القاضي ، صدح بجملة ناصعة سطعت أخيرًا وسط كل هذا الظلام، قال :

” القانون وحده هو القادر على جعل الناس متساوين .. ألا تعتقد ؟ ” .

نعم أعتقد ، رددتُ في نفسي .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *