arablog.org

عام جديد سعيد !

في المستشفى

في 2014، عملت في المستشفى بمعدل 60 ساعة أسبوعيًا، بكيتُ خلال هذه الساعات ما لايقل عن 7 مرات من التعب، التعب فقط ، ذلك الذي يستولي عليك فتذرفه دموعًا حرّى، ضحكتُ وابتسمت في معظم الوقت دونها، عرفتُ أجمل لحظات الإنجاز والبذل وأبشع لحظات الإخفاق والخسارة، لكن في كل الساعات داخل المستشفى استطعت أن أحافظ على هدوئي واتزاني، الاتزان هو خلاصة كل ماحدث خلال العام الفائت..

حافظتُ على التوازن بين العمل الطبي والأكاديمي واهتماماتي الأخرى، الكتابة على رأسها، بينما كنتُ أُنجز كتابًا و ربع رواية، 76 مقالًا وتدوينة، كنتُ أجتاز امتحان الجزء الأول في الماستر بامتياز، أقرأ 43 كتابًا ورواية، أشاهد 39 فيلمًا، وفي صدد التحضير للرسالة العلمية التي ستحيلني للحصول على ماجستير طب الأطفال ولثلاثة مشاريع أكاديمية سأتنقل خلالها بين 3 قارات العام القادم إن شاء الله، سيكون أمامي إتمام 3 مشاريع أخرى متعلقة بالكتابة.

تحدثتٌ كثيرًا خلال العام الفائت، مع رنا صديقتي مالايقل عن ساعة يوميًا، مع أمي في عدن لساعة أخرى ومع سارة أختي في ألمانيا مثلها، أطلقتُ النكات العابرة للقارات والأسى المنقول عبر ذبذبات الواي فاي، تلقيتُ الدعوات و الأمنيات الحلوة وأخذت علقات كلامية من الماما التي لا تريد أن تقتنع باعتباراتي العمرية ولا الفكرية، تصادمتُ مع الكثيرين غير الماما لكني لم أخسر أيًا منهم .لم أكسب صداقات جديدة في 2014 بينما تعمقت صداقاتي الحالية وشعرت طوال الوقت بنوستالجيا لا مثيل لها لصداقاتي في عدن، عدن تحتفظ بالأصدقاء الحقيقيين كالمطر في جوف الغيم .

زرتُ عدن في رمضان و كان هو أروع شهور السنة على الإطلاق، تقاطرنا على ناظر أمي فذهب عنها الأرق، المنزل هو أجمل الأماكن على وجه الأرض، شعرت بهذا وأنا أرتخي شهرًا كاملًا في بيتنا،أنصهرت مع الأريكة في جانب البيت الذي شهد احتدامات حياتي قبل القاهرة، تماهيتُ مع ركني حتى نسيت أن في الأرض مكانًا آخر غيره.

الأوضاع في البلد بشعة، أعرف هذا، لكن مايزال هناك متسع للأمل وانتظار الجيد، نجاحاتنا الصغيرة تستحق الاحتفاء، أما أوجاعنا الكبيرة فنحن أكبر منها، وهذا ما يكفي

إذا كنت في الجحيم استمر في المشي، والضحك ربما !

هابي نيو يير 🙂

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *