arablog.org

هكذا رأيتُ معظم العالم العربي !

مدونات عربية في تونس 1

انتهت إذن فترة الإقامة في تونس وعدنا إلى القاهرة، مقلتي الثانية بعد عدن، كانت أيامًا رائعة امتزج فيها الجد بالهزل، الفرح بالكثير من الاستفادة، التقيت خلالها بـ 25 شخصية متفردة؛ مدونو منصة أرابلوغ الأروع، خضنا العديد من النقاشات حامية الوطيس، لكننا انتهينا إلى محبة بعضنا وأوطاننا وقواسمنا المشتركة.

تعرفتُ كثيرًا على البلدان العربية من شخصيات مواطنيها، فالجزائر كانت شابة وجامحة؛مثقفة جدًا، الجزائر منفتحة نحو اللامعقول، لا تعترف بأصولها العربية، وتقول أنها أمازيغية، الجزائر تتهدج اللغة العربية وتفضل الفرنسية، الجزائر طيبة وقريبة؛ ودودة جدًا؛ تمامًا مثل أنور و زين العابدين وجمال..

أما مصر فكانت مصر، بروشنتها وخفة دمها، مصر الفهلوة والجدعنة، مصر الواقفة على أعتاب التاريخ؛ مصر التي تتكلم كثيرًا و تقرأ قليلًا، مصر التي تعرف كل شيء لا تعرفه، مصر البهية الزهية بالضبط مثل شيماء وتسنيم ومحمد ومكاريوس ..

في العراق وجدتُ العراقة والأصالة، لايضاهي العراقيون في أخلاقهم ونشامتهم أحد، العراق حزينة ولكنها مناضلة، كريمة، تخرج من خرابها سامقة كقامة تحسين، بهيجة كضحكة حيدر..

في السودان موسم الهجرة لم يكن إلى مكان، كان سودانيًا أصيلًا؛ شفافًا ومحبوبًا، “زول حبوب” ومجتهد، السودان التي رأيتها لم تكن كسولة بل كانت مجدّة مليئة بالحماس، مكتئبة قليلًا ككبوة الفرس الذي يسقط ليركض مجددًا، السودان في عيني كانت إسلام صديقتي الرؤوم .

المغرب كانت هادئة، وقورة و مبتسمة دائمًا، لم نفهمها كثيرًا كسياستها، فارق اللغة باللهجة المغربية واللهجة العربية الفصحى كان كالفرق بين الليل و النهار، لكن الفرق بين المغرب التي نحبها والتي لانحبها لم يكن موجودًا، لم تتحدث المغرب كثيرًا عن نفسها و تركت لنا مساحة من الخيال المفتوح، أتخيل الآن أن مغرب صلاح الدين ونبيل كانت لتكون رائعة جدًا .

ليبيا كانت منطلقة ومتحدثة ، عافرت ليبيا لتصل إلينا كما هي تعافر لتحيا كل يوم، ليبيا المنصة كانت حالمة، تلتقط الصور في كل لحظة، توثق الحياة كراهة في الموت، ليبيا أحلام البدري التي رأيتها كانت ليبيا حرّة ومدنية .

الأردن كانت “نشمية” ، تكرة الضوضاء وتحب ” الروقان” ، الأردن تحترم عاداتها وتقاليدها إلى حد كبير، الأردن لا تحب التغيير كثيرًا، الأردن على مايرام كما يبدو، مساحة الروقان أتاحت للأردن فرصة أن تكون عملية وفاعلة ومميزة، أردن بشار طافش؛ أردن النشامى !

لبنان ما أحلاها “تقبرني” ، كتير حلوة ومهضومة، لبنان الغارقة في “الياي و اليي”، لم تكن هي لبنان المنصة، لبنان المنصة كانت حازمة تدير الأجواء بحرفية ومحبة، لبنان التدوين كانت تآلب بعضها البعض، لبنان العائدة من الحرب بكامل أناقتها وتألقها، لبنان الفكرة والجمال ، لبنان جلنار، زياد، تاليا، و علاء .

تونس؛ الإجابة العربية الوحيدة الواضحة كوضوح ناسها، تونس التي بالأبيض و الأزرق ارتدت كل الألوان في المنصة، تونس الحرية التي لا نطال سقفها معظمنا، تونس 14 جانفي التي تكلمت بكلمة الربيع العربي الأولى، خضراء كوجه الربيع، هادئة وبشوشة، رائعة مثل رجاء ، أمان ، إيمان و ثريا .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *