arablog.org

صدفة قد تغير حياتك !

ناس

الحظ الجيد هو الصدفة التي كنتَ مستعدًا لها ..

قال صديقي المدوّن الجزائري أنور رحماني؛ في حديث ودّي جمعنا، بأنه بات يعامل الصينيين على نحوٍ مختلف، منذ أن تغيّرت حياة صديقه إثر صدفة جمعته بأحدهم ..

كان الرجل الصيني في أحد شوارع الجزائر يكابد العثرات في تجاوز حاجز اللغة والفهم كي يخبر البائع بأنه يرغب في شراء لبان، مجرد قطعة لبان، بينما كان الشباب الجزائريون المحيطون به يسخرون منه ويتضاحكون؛ أتى رفيق صديقنا أنور وابتاع للرجل اللبان من جيبه وتعامل معه برقي ومحبة..

أخذ الرجل رقمه.. بعد أشهر بعث له بدعوة لحضور دورة تدريبية في الصين حيث يدير الرجل مجموعة شركات لها فروع في الجزائر، أصبح بعد عودته من هذه الدورة مديرًا لفرع الشركة، في ظرف أشهر كان يسكن في مكان غير المكان و يعيش حياة غير الحياة !

* الأخلاق الراقية استعداد جيد لصدفة قد تصنع حظًا من العيار الثقيل .

قادتني هذه الصدفة إلى تذكر صدفة أخرى في مكان آخر كان زميلٌ لي طبيب مستعدًا لها أيضًا ففتحت له أبواب الحظ على مصراعيها، حضر زميلنا مؤتمرًا في “البايوكيمستري” يتحدث عن عمليات تحلل المواد المختلفة في الأمعاء، يعرف الأطباء و دارسو الكيمياء الحيوية أنّ لكل مادة من المواد الثلاث الأساسية في تكوين الطعام مصطلح خاص يشي بعملية تحللها هناك .. للدهون مصطلح، للبروتينات مصطلح، للكاربوهيدرات مصطلح.. ألف باء طب .

كان الطبيب الشهير على المنصة يشرح ويعكس المصطلحات؛ يلخبطها ببعضها وزميلنا في الصف الثاني يصوّب ويفكّر بصوت مسموع، فطن به أحد الأطباء أمامه، كان طبيبًا يابانيًا حاضرًا للمؤتمر، ألقى له بورقه طالبًا منه أن يكتب ايميله.. استغرب وتردد في البداية و لكنه جارى الأمر !

بعد أسبوع تصله على ذات الايميل رسالة مختصرة وواضحة :

” من يعرف الأساسيات؛ بإمكانه أن يعرف أي شيء.. جامعة أوساكا ترحب بك ”

أظنه لازال يعمل هناك محاضرًا؛ إن لم تكن معرفته قد قادته لمكان آخر أفضل .

* على هذا الكوكب لايوجد المحظوظ وغير المحظوظ .. هناك فقط المستعد وغير المستعد .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *