arablog.org

ماما.. تعالي نتبادل الأدوار !

أمي

أنا كبرت كثيرًا لدرجة لا تتصوريها حبيبتي، ويصعب عليّ تقديم التهاني الحافة..ستكون هديتي لك كبيرة هذا العام، فقط دعينا نتبادل الأدوار الآن.. لتكوني ابنتي وأكون أمك، أعدك بالكثير صدقيني، أنا جيدة في أشياء كثيرة لا تتوقعينها!

أعدكِ أولًا بالوفير من الحب، أنا أحبكِ الآن لنكن واضحتين معًا، ولكني على استعداد لتغيير هذا الحب لنوعك الخاص، الحب الغريب الذي تكنيه لي ولا أكنه لنفسي.. سيتحتم علي غسل قلبي بماء الله، أعرف !! سأبحث عنه وأجده في مكان ما، في لاوعيي، في المركز المتعلق بهرمونات الأمومة في رأسي، في بعض الكتب ربما، بأن أبحلق في عيون الأمهات اللائي أراهن يوميًا في المستشفى، سأجده حتمًا في هلعهن وقلقهن ودموعهن وسعادتهن وتعبهن وصبرهن !

استعدي من الآن ..سأقلق عليك كثيرًا.. لا لا .. ليس كقلقي الفاتر هذا، لا فكرة لديك! سأحرّض كل عصبوناتي لتنال قسطها الوفير من هذا الفزع الكوني، سأبحث عنه ..سأكثفه حتى يمطر، سأقلق بداع وبدون، سأقلق عليك قريبة أوبعيدة، سأرتعب إن شكوت من الصداع، سأجوع إن جعتِ، سأتأرق إن حزنتِ، سيتوقف الكون عند نقطة تحيلني إليكِ؛ إن شعرتُ بأساك وهمك و توترك سيجن جنوني، سأجن أيضًا إن لم تردي على هاتفي، سأخاف عليكِ من البشر والحجر والشجر، سأنقل لك كل هذا الخوف، ستشعرين بالضيق في لحظات؛ أنبّهك ..لكن لن يكون لذلك أي جدوى صدقيني ..تذكري فقط أن الأوان قد فات وأننا قد تبادلنا الأدوار .

لأجهز نفسي للإيثارالأمومي، سيتعين علي أن أحظى بحزامه الأسود، أنا لها يا عزيزتي، ستكونين ابنة رحيمة كما أنت أم رحيمة، اتفقنا؟؟ أعرف أنك ستتركين لي مساحة لأحظى بذاتي المنفردة، لا تعتقدي أن هذا رجوعًا في الرهان، سأعطيك كل شيء إن أردتِ ذلك، سأكون سعيدة أن أراكِ سعيدة، ستختصر المعاني كلها لأصنعكِ .. لكن !

سأصبر عليك حتى النهاية، لا تستغربي إن عنفتك أحيانًا، إن منعتك أحايين ، ستكتشفين أني كنتُ محقّة في كل شيء، ستفركين جبهتك وأنتِ تفكرين : اللعنة ..كيف تفعلها هذه القديسة كل مرة ! كيف أعرف هذا ؟ أنسيتي أني كنت ابنتك قبل قليل !؟
سأصبر على جنونك كبيرة .. إياك أن تضعيني في اختبار الصبر عليك صغيرة، بلا نوم ؟ بلا راحة ؟ المرض؟ الحفاظات؟ الشقاوة؟ الملاحقات ؟ بربك !! تعرفين أن لصبري حدود ماما .. أوه نسيت أنك ابنتي الآن ..ها أنا أهز رهاني معك مجددً!

حسنًا دعينا نفكر من الأول .. ماذا أيضًا؟ .. حب .. قلق .. إيثار .. بعض الصبر .. يكفي هذا ؟ لا يكفي ؟ ماذا إذن ؟ يجب أن أعرف لوحدي ؟
لست أمًا لأعرف !
خسرت
استسلم .. لم أعد أريد اللعب ماما .. الوقت متأخر.. أريد النوم، خذيني إليكِ، عودي أمي الآن وسأذهب غدًا لشراء هديتي الأصغر ! و أبقى أنا الأصغر،

تعرفين ؟ أشعر بسعادة رغم خسارتي أمامك .. أدركت الآن أنه بإمكاننا اللعب مجددًا كما كنا نصنع ..

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *