arablog.org

مابين المع و الضد: صحفية جنوبية ترمي ممثل الحوثيين في جنيف بحذائها !

صورة أحد النشطاء الجنوبيين يعمل العلم، ظهرت في افتتاحية صحيفة لوزيرن السويسرية.

صورة أحد النشطاء الجنوبيين يعمل العلم، ظهرت في افتتاحية صحيفة لوزيرن السويسرية.

ماجت صفحات التواصل الاجتماعي اليمنية البارحة بحادثة رمي الصحفية الجنوبية المقيمة في سويسرا ذكرى العراسي بحذائها في وجه حمزة الحوثي، ممثل الحوثيين في المؤتمر الصحفي المتزامن مع مؤتمر جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة في محاولات دولية للوصول إلى حل في الأزمة اليمنية المشتعلة منذ أشهر .

بينما كان الحوثيون يقيمون مؤتمرهم الصحفي و ينتحلون صفة ممثل الحراك الجنوبي فيه قام مجموعة من النشطاء المنتمون للحراك الجنوبي وهو الحركة الشعبية التي تطالب بإعادة مقعد جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية الى ما قبل حدود عام 1990 العام الذي وقعت فيه اتفاقية الوحدة بين شطري اليمن الحالي، قام هؤلاء النشطاء برفع العلم الجنوبي و نعت المتحدث باسم الحوثيين بالقاتل والكاذب وقامت ذكرى العراسي الصحفية التي قتل 3 من أقربائها في الحرب التي يخوضها الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق على مدن جنوب اليمن بعدما بسط سيطرته على الشمال بسهولة في تمدد هو الأوسع للجماعة المسلحة المدعومة من إيران.

فيما اعتبرها الجنوبيون وخصوم الحوثي شجاعة، لاقت الحادثة استهجان أنصار الحوثي والرئيس السابق تحت مسوّغ “عدم اللياقة” .

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ فمعظم الرؤوساء ( رؤساء الدول أو العصابات) من الفاسدين، القتلة، الطغاة، الديكتاتوريين في هذا العالم أو من يمثلونهم قد تعرضوا في لحظة من الزمن لقذفات من أحذية، تماثيل، قناني مياه، بيض، طماطم، بصقات، لكمات !

لم يعتبر أحد في العالم أن هذه أمورٌ خارجة عن اللياقة، كانت شجاعة في نظر أحرار العالم سقطت و تهاوت إثرها كثير من الشعبيات وفُتحت بسببها كثير من الملفات.أي أن المقاييس الأخلاقية تفترض أن لاعلاقة مشبوهة بين الحرية و” الإتيكيت”

قد تكون فردة حذاء منتظر الزيدي في وجه بوش هي الذكرى الأشهر عالميًا، لكن هناك العشرات من الحوادث المماثلة من حالات التعبير عن الرفض والاعتراض، فالفرنسيون وهم أكثر الشعوب حفاظًا وابتكارًا لعلم اللياقة كانوا أكثر الشعوب عقابًا لرؤسائهم السيئين، نيكولا ساركوزي حذف بالبيض في بايون غرب فرنسا وهو يروج لنفسه في حملته الانتخابية التي خسرها، كما تعرض للضرب من أحد مواطنيه الغاضبين من سياسته، وكال له أحد الشباب الشتائم ورماه بقنينة ماء أمام الشاشات في 2010 عندما كان في زيارة لإحدى الإعداديات لمحاربة الغياب المدرسي، ورماه فرنسي بالبيض عندما كان في زيارة لبولندا ذات مرة احتجاجًا على تأييده لمعاهدة لشبونة.

رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني تعرض في مشواره لعشرات الإهانات من شعبه الغاضب على فساده ومغامراته؛ لكن أشهرها “العلقة السخنة ” التي تلقاها أمام عدسات الكاميرات فيما كان في ملتقى انتخابي وباغثه شاب إيطالي بضربة خاطفة بتمثال معدني وسالت دماء برلسكوني أمام وخلف الشاشات، انشرح مفسبكو إيطاليا جميعهم بالحادث؛ رغم ان الشاب قبع في السجن بعدها، حتى أن الصحفي الإيطالي الشهير جيامباولو كتب تعليقًا على الحادث “أنا مستعد للرهان اليوم على أن نصف إيطاليا كان فرحًا برؤية الدم على وجه برلسكوني”.

الوزير الأول الصيني وين جياباو،، والسفير الإسرائيلي بالسويد، وكذا وزير الداخلية الهندي تشيدا مبرام، الذي رشقه صحافي سيخي بصندل خلال مؤتمر صحفي؛ أحمدي نجاد الذي رُمي بالحذاء هو أيضًا من أحد مسرحي مصنع النسيج في زيارة له؛ كل هؤلاء ولا نستثني منهم علي عبدالله صالح برمية الحذاء الشهيرة التي نالته في أمريكا إبان ثورة التغيير. كانوا مثالًا على احتفاظ الذاكرة العالمية بالفعل كمؤرخ أخلاقي لتأصيل يقظة الشعوب واحتفاظها بكل أساليب حق الرفض.

نكتب هذه الحوادث للدلالة على أن الأخلاقيين حول العالم سيعتبرونها مظلومية مشروعة، أما التافهون والمبتذلون سيختارون الحديث عن الإتيكيت في مواجهة الحق .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *